top of page

 حزقيل بن بوذى

تعريف به
حزقيل بن بوذى، تذكر الروايات التاريخية، أنه كان قائمًا على أمور بني اسرائيل بعد كالب بن يوفنا، وقال ابن جرير أن القائم بأمور بني إسرائيل، يعد يوشع كالب بن يوفنا، أحد أصحاب موسى عليه السلام، وهو زوج أخته مريم، وهو أحد الرجلين الذين كانوا ممن يخافون الله، وهما يوشع و كالب وهما القائلان لبني إسرائيل حين نكلوا عن الجهاد {ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلي الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} (سورة المائدة،23 ).

وذكـر ابـن جريـر أن مـن بعـدهـم قـاد بنـي إسـرائيـل حـزقيل بـن بـوذي، وأنـه دعـا الله تعـالـى ليُحـي النـاس الذيـن خرجـوا مـن ديـارهـم خـوفًا من الموت بالطاعون، قال تعالى {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل علي الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون}(سورة البقرة،243).

وفي رواية أخرى عن ابن عباس، قال كانوا أربعة آلاف خرجوا فرار من الطاعون، قالوا نأتي أرضًا ليس بها موت حتى إذا كانوا بموضع كذا وكذا قال لهم الله (موتوا) فماتوا فمر عليهم نبي من الأنبياء فدعا ربه أن يحييهم، فأحياهم فذالك قوله عز وجل: {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت}.

وتذكر الروايات التاريخية قصة حزقيل مع القوم الذين دعا لهم ربه عزوجل، أنه كانت قرية تسمى(داوردان)، وحدث أن نزل الطاعون في القرية، فهرب معظم أهلها، وهلك من بقي في القرية وسلم الآخرون، فلم يمت منهم كثير فلما ارتفع الطاعون عادوا إلى ديارهم سالمين، ثم وقع الطاعون في القرية مرة ثانية، فهربوا وكانوا بضعة وثلاثون ألفًا حتى وصلوا إلى واد (أفيح)، فناداهم مَلَك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه أن موتوا فماتوا وهلكوا وبقيت أجسادهم، ثم مرَّ بهم نبي يقال له حزقيل فلما رآهم وقف يتفكر فيهم فدعا الله تعالى أن يحييهم، وأوحى إليه الله تعالى أن يا أيتها العظام أن الله يأمرك أن تجمعي، فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام، ثم أوحى الله إليه أن نادِ يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحمًا فاكتست لحمًا ودما وثيابها التي ماتت فيها ثم قيل له نادِ فنادي يا أيتها الأجسام، إن الله يأمرك أن تقوم فقامت.

وقال محمد بن إسحاق: لم يذكر لنا كم لبث حزقيل في بني إسرائيل، ثم إن الله تعالى قبض روحه، ولما قبض نسي بنو إسرائيل عهد الله إليهم وعادوا لعبادة الأوثان، وكان كبير أصنامهم الذي يعبدونه صنم يقال له بعل، فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران.

bottom of page