top of page

تميم بن المعز بن باديس

تعريف به
تمـيم بـن المعـز بـن باديـس بـن المـنصور بـن بلكين بن زيري بن مناد. 

وُلد سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة بالمنصورية التي تسمى صبرة من إفريقية، وعُرف بأنه حسن السيرة، جوادًا، محبًّا للعلماء، وكان من المجاهدين، وكل هذه الصفات لا تأتي إلا من خلال النشأة السليمة الصحيحة، والتربية القويمة.

جهاده
أكثر تميم بن المعز غزواته في البحر ضد الروم، فخرب كثيرًا من عمرانها، وشتت أهلها، فاجتمعت الفرنجة على قتاله، ودخل معهم البيشانيون والجنوبيون، وهما من الفرنج، وأخذوا في بناء أسطول كبير استمر بناؤه أربع سنين، ثم توجهوا إلى جزيرة قوصرة في أربعمائة قطعة بحرية، وأرسلوا كتابًا على جناح طائر إلى تميم يخبره بموعد وصولهم وحكمهم على الجزيرة، ولما جاءه الخبر أراد أن يبعث قائد البحرية عثمان بن سعيد المعروف بـ(المهر) ليمنعهم من النزول إلا أن بعض وزرائه، وهو عبد الله بن منكوت أشار عليه بغير ذلك؛ لعداوة بينه وبين عثمان بن سعيد، فجاءت الروم، وأرسلوا وطلعوا إلى البر، ونهبوا، وخربوا، وأحرقوا، ودخلوا زويلة ونهبوها، وكانت عساكر تميم غائبة في قتال الخارجين عن طاعته، فاضطر تميم إلى مصالحتهم حتى يستطيع تجميع جيوشه ومحاربتهم، فصالحهم على مال يؤديه إليهم.

وتمكَّن تميم بن المعز بن باديس، صاحب إفريقية، فتح جزيرة جربة وجزيرة قرقنة، ومدينة تـونـس، وكـذلـك فـتـح مـديـنة سفـاقس وغيـرها، واتـسع سلطانه.

صفاته
عـرف عـن تميم بن المعز بن باديس بأنه حسن السيرة، وكان يعفو حتى على من خالفه إذا قدر عليه، وهذا من الأخلاق الحميدة، فقد خالفه أصحاب مدينة سوسة وأعلنوا عليه القتال، واستطاع أن يهزمهم، إلا أنه لما قدر عفا، ولم يعمل السيف في رقابهم، وهذا يدل على أنه لم يكن محبًّا لإراقة الدماء، وهذا الخلق يدل على نشأته القويمة، وعلى إنسانيته؛ فكثير من الملوك والأمراء ما إن دخل مدينة فاتحًا حتى يعمل في أهلها السيف، ويدل هذا الأمر أيضًا على فضل الإسلام، فالإسلام هو الذي يربي على هذه الأخلاق القويمة.

وفاته
توفي وعمره تسع وسبعين سنة، وكان ذلك في عام 501هـ.

bottom of page