top of page

بلقيس

تعريف بها
هي ملكة مملكة سبأ، التي ذُكرت في القرآن الكريم والكتاب المقدّس، وهي واحدةٌ من أشهر النساء في التاريخ القديم.

نسبها
اختلفت المراجعُ التاريخيّة في تحديد اسمها ونسبها، لكنّ أغلب الروايات التاريخية تُرجّح بأنّها تُنسب إلى (الهدهاد بن شرحبيل) من بني يعفر، وكانت الملكة بلقيس سليلةَ حسبٍ ونسب، فقد ورثت المُلك عن أبيها الملك بولايةٍ منه، لأنّه لم يُرزق بأبناء ذكور يولّيهم العرش. 

قصتها مع قومها
عندما تولت بلقيس عرش مملكة سبأ، غَضِب قومها لهذا الأمر، وقابلوا ذلك بازدراء ونفور، فوصلت أصداء هذا النفور من قِبل قومها إلى خارج حدود المملكة، مما أثار طمع الناس في الاستيلاء على المملكة، وكان من بينهم الملك ذي الأذعار (عمرو بن أبرهة)، فأثار الفتنة في مملكتها، وعندما علمت الملكة بلقيس ما يُخبِّأه لها ذي الأذعار، غادرت مملكتها متنكّرةً بزيّ رجل لتتمكّن من الرحيل دون أن يتبعها أحد، ودخلت عليه ذات يوم، وبقيت تَسقيه حتى أسكرته، وهو يتناول الأقداح منها معتقداً أنّها تغازله، وهكذا نالت منه وقتلته بفطنتها ودهائها، واستعادت شعبيتها ومملكتها المسلوبة منها بعد تلقين قومها الدرس. 

ذكرها في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم، بأن الملك سليمان -عليه السلام- أرسل في طلب الملكة بلقيس؛ فقد جاء في رواية القرآن أنّه فيما كان الملك سليمان -عليه السلام- يتفقّد حاشيته ويتفقد الهدهدٌ، والعديد من الحيوانات والطيور والجنّ لم يجد الهدهد، مما أغضب الملك سليمان فوعد بتعذيب الهدهد.

ثم عاد الهدهد إلى سليمان -عليه السلام- وأخبره بأمر مملكة سبأ وملكتها، أن قومها كانوا يعبدون الشمس والأجرامٍ السماويّة، وأخبره كيف كان السبئيون يقدمون القرابين للملكة كي يتقربوا منها، فتحرّى الملك سليمان صدق الأخبار التي حدثه بها الهدهد، فأرسل كتاباً إلى الملكةِ بلقيس ليدعوها وقومها إلى طاعة الله، ودعاها بأن تأتيه مع قومها مسلمين. 

قال تعالى: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشّمْسِ مِنْ دُونِ الله وَزَيَنَ لَهُمُ الشّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ}، سورة النمل، 22 - 24).
ثم وصل الكتاب إلى بلقيس، وهي جالسة على سرير مملكتها الذي كان مزخرفًا باللآلئ والجواهر، فقامت بجمع الوزراء وكبار قومها وشاورتهم في ما جاء في كتاب سليمان، فأشاروا عليها باستخدام القوّة واللجوء للحرب، لكنّ بلقيس التي اشتهرت بحكمتها وعلمها وبصيرتها اختارت أمراً غير الذي اقترحه عليها كبار قومها؛ لأنّها على ثقةٍ بأنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها، وجعلوا أعزّة أهلها أذلّةً، قال تعالى: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ}، سورة النمل، 32)

{قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ}، سورة النمل، 33).

ثم قررت الملكة بلقيس أن تُرسل للملك سليمان هديّةً مع كبار قومها، آملةً أن تقنعه بتغيير رأيه عمّا ورد في الكتاب الذي أرسله، لكنّ سليمان رفض الهديّة، وقرر الخروج لقتال سبأ، وقبل خروجه طلب من أعوانه من الجن أن يأتيه بعرش الملكة، وغيّر على الفور معالم هذا العرش، ولم يذكر القرآن الكريم كيف قرّرت الملكة القدوم، أو الهيئة التي كانت عليها وقت قدومها، لكنّه ذكر أنّه عندما دخلت على سليمان، جَمَعت ثيابها إلى أن ظهرت ساقها لاعتقادها أنّ بلاط الملك كان يسيل عليه الماء؛ فقال لها سليمان بأنّ بلاطه مصنوعٌ من زجاجٍ يجري الماءُ من تحته.


قال تعالى: {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ...}  فلما رأت بلقيس ما وهبه اللَّه لنبيه سليمان، أسلمت للَّه طوعًا: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}سورة النمل، 44).

bottom of page