top of page

الوليدُ بنُ عبد الملك

نسبه 
الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، أبو العباس وحكم من سنة 705 هـ - 715هـ.

ترك الخليفة عبد الملك بن مروان الحكم مخلفًا دولةً قويةً، مليئةً بالثروات والرجال العظماء، حيث ساعدَه الحجاج بن يوسف الثقفي في توحيدِ الدولة الأموية بعد أن نازعه عليها عبد الله بن الزبير بن العوام، فاستتبَّ الأمن وأُسكتت الفتنة في عهده، وكان على ابنه الوليد بن عبد الملك أن يقوم بحمل تلك الأمانة ويكمل رسالةَ والده في الحفاظ عليها، والعمل على توسيع رقعة الدولة الإسلامية.

وُلد الوليد بن عبد الملك  في المدينة المنورة سنة 50هـ، في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وقد حَمَله والده معه عندما أعلن ابن الزبير نفسه خليفةً على الحجاز، فكان أولَ خليفةٍ أمويّ لا يَنشأ في البادية، وقد شبَّ الوليد على حبّ اللغة العربيّة، وتدرَّب على فنون القتال والإدارة وأصول السياسية، كما أراد له والده وكان يُكثر من قراءة القرآن الكريم ولم يترك ورده هذا حتى وفاته، تولّى الخلافة سنة 86هـ، وسمّي عصره بالعصر الذهبي، حيث حكم عشر سنوات، استطاع فيها أن يُقيم دولةً قويةً عاش أهلها في رخاء وراحة، وتوفّي الوليد سنة 96هـ، عن عمرٍ يناهز 46 عامًا.

أعماله
شهد عصر الوليد إتساعًا كبيرًا للرقعة الإسلامية، وبروز عدد كبيرٍ من القادة العظماء، حيث وصلت حدود الدولة الإسلامية بخارى وسمرقند وإقليم كاشغر الملامس للصين ومراكش وغيرها.

وصـل المـسـلـمـون إلى إسبـانـيا بعـبـور الـبـحر الأبـيض المتـوسـط بقيـادة مـوسـى بـن نصـير وطـارق بن زيـاد، حيـث استـطاعوا فـتــحـها وسـمِّـيـت بـعـدها بالأندلس.

قـام بمُحـاربـة الـدولـة البيـزنطـية لحمـاية حـدود دولـته، فـلم يكـن يمـرّ عـام إلا وكـانت هـناك حـملات عـلى بـلاد الـروم.
عُرف عن الوليد بأنه مغرمٌ بفن العمارة والبناء فقام ببناء المستشفيات والآبار والمساجد، ومن أهم المساجد التي قام ببنائها المسجد الأموي في دمشق.

أعاد بناء المسجد النبوي وتوسيع الكعبة المشرفة.

تُعزى إليه فكرة بناء المحاريب المجوّفة وإقامة المآذن، كما أنّه أمر بتجديد مسجد عمرو بن العاص في مصر.

أنشأ قصر عمرة الموجود في الأردن والذي تم اكتشافه عام 1898م.

أمر بتعريب الدواوين بعدما كانت تكتب بالقبطية.

عمل التعريب في الدواوين وغيرها على اتساع اللغة العربية في كل بقاع الدولة الأموية، بحيث أصبحت لغة ثقافة ودين.

أعطى أموالًا لأصحاب الأمراض المزمنة والعاهات والعميان والمجذومين، كما وَكَّلَ لكل مقعد وضريرٍ خادمًا. 
 

وفاته
توفي الوليد بن عبد الملك في نصف جمادى الآخرة من عام 96هـ - 715هـ، بمنطقة دير مروان بغوطة دمشق ودُفن في دمشق، وكان عمره 48 سنة ومدة حكمه عشر سنوات وبضعة أشهر. 

وكـان الـذي صلَّى عليه عـمر بـن عبد العـزيز, لأن أخـاه سلـيمان كـان بالـقـدس، وهــو الـذي أنزله إلى قبره وقال حين أنزله: لننزلنه غير مُوسد ولا ممهد، قد خلفت الأسلاب، وفارقت الأحباب، وسكنت التراب، وواجهت الحساب فقيرًا إلى ما قدمت غنيًا عما أخرت.

bottom of page