top of page

المهلبُ بنُ أبي صفرة 

نسبه 
المهلّب بن أبي صفرة الأزدي وكنيته أبو سعيد. 

صفاته
ظهرت عليه علامات الشجاعة والذكاء، وهو صبي، يُروى أن والد المهلب ذهب يوماً مع عشرة من أبنائه، إلى الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وكان المهلب أحدهُم، فأُعجب الخليفة بذكائه وتقواهُ، وقال لوالده: هذا سيِّدُ ولدِك، وقد اشترك المهلب في الجهاد ضد الفرس، في معركة القادسية، تحت قيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وأصبح في عهد الخليفة علي بن أبي طالب أَحَد القادة.

وكان المهلّب بن أبي صفرة يتمتعُ بالقدرة على القتال وإدارة المعارك بكفائة، فهو الذي مهَّد لفتح السند، ومدينة خجندة على نهر سيحون بينها وبين سمرقند عشرة أيام، وهو الذي استعاد منطقة الختل وظلَّ يُحارب الخوارج طيلة تسعة عشر عامًا حتى قضى على شوكتهم.

ورُويَ أنه أقبل يوما من إحدى غزواته فتلقته امرأة فقالت له: أيها الأمير إنى نذرت إن أنت أقبلت سالما أن أصوم شهرا وتـهب لـي جارية وألف درهم فضحك المهلب وقال: قد وفينا نذرك فلا تعودي لمثلها فليس كل أحد يفي لك به.

اهم ملامح شخصيته
وقف له رجل فقال: أريد منك حويجه - تصغير حاجة- فقال المهلب اطلب لها رجيلا، تصغير رجل يعني أن مثلي لا يُسأل إلا حاجة عظيمة. 

وكان المهلب يُوصي خَدَمه أن يقلّلوا من الماء ويُكثروا من الطعام عندما يكون ضيوفه على خوانه حتى لا يملأُ الضيوف بُطونهم بالماء.

ومن أخبار حلمه، أنه مرّ يوما بالبصرة، فسمع يقول: هذا الأعور قد ساد الناس، ولو خرج إلى السوق لا يساوى أكثر من مائة درهم، فبعث إليه المهلب بمائة درهم وقال: لو زدتنا في الثمن زدناك في العطية وكان قد فقئت عـينهُ بسمرقند.


وكان بليغًا حكيمًا في آرائه له كلماتٌ لطيفة وإشاراتٌ مليحة، ومن ذلك حين حضرَتهُ الوفاة، دعا إليه ابنه حبيبا ومن حضره من ولده، ودعا بسهام فحُزِمت ثم قال: أفترونكم كاسريها مجتمعة؟ قالوا لا، قال فهكذا الجماعة، فأوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإن صلة الرحم تُنسئ في الأجل وتثرى المال وتُكثر العدد، وأنهاكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار، وتورِّث الذِّلة والقلة، فتحابوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم. 

وفاته
عـزل الحجاج أمية بـن عبد الله عـن خراسان، واستعمل عـليها المهلب بـن أبى صفرة وقـد مـات المهُـلّب بها سنة 82 هـ، وكانت ولايـته علـيها سنـة 77هـ. وقـبرُهُ      مـوجود في دبرا.    

bottom of page