top of page

المنصور محمد ابن أبي عامر

تعريف به
أبو عامر محمد بن أبي عامر المشهور بلقب الحاجب المنصور حاجب الخلافة والحاكم الفعلي للخلافة الأمُوية في الأندلس. 

حياته
وُلِدَ أبو عامر محمد بن أبي حفص عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري عام 327 هـ في الجزيرة الخضراء في بيت من أعيان تلك المدينة، وكان أبـوه عبـد الله مـن طُلابّ العـلم المعروفـين، وقـد مات في رحلة عودته من الحج ودُفِنَ في طرابلس، أمه هي بُريهة بنت يحيى بن زكرياء التميمي من أهل بيت من أشراف قرطبة، يُسمون ببني برطال.

قَدِمَ محمد بن أبي عامر إلى قرطبة شابًا لطلب العلم والأدب والحديث، فدَرَس الأدب على يدي أبي علي البغدادي وأبي بكر بن القوطية، والحديث على يدي أبي بكر بن معاوية القرشي راوي النسائي، ثم بدأ حياته بأن افتتح دكانًا أمام قصر الخليفة يكتب فيـه الرسـائـل والعرائض لأصحاب المصالح، فلفت نظر مَنْ في القصر بأسلوب كتابته وبجزالةِ عباراته. 

من أعماله
في عام 368 هـ، وفي إطار سَعِيِه في استكمال استقلاليته في حكم الأندلس، بدأ الحاجب المنصور في بناء مدينته الزاهرة والتي نقل إليها دواوين الحكم، وبنى فيها قصرًا لإقامته، بالغ في فخامته حتى كان استهلاك قصره يوميًا 12,000 رطل من اللحم غير الطيور والأسماك، وقد استغرق بناء المدينة نحو عامين، وفي عام 370 هـ، انتقل إليها المنصور هو وخاصته ومن ثمّ العامة، وشَحَنها بالأسلحة، وأقطع ما حولها للوزراء والقادة وكِبار رجال الدولة، حتى اتصل عمرانها بأرباض قرطبة، وعمّتها الحركة وانتشرت بها الأسواق، كما أرسل إلى العمال في الأندلس والمغرب بحمل أموال الجباية إليها.

وفي عام 377 هـ، أضاف الحاجب المنصور توسعة جديدة في شرقي المسجد الجامع بقرطبة، حتى بلغت أعمدة المسجد 1417 سارية، كما زاد من إنارته بإضافة الإنارة بالشمع مع ما كان عليه من الإنارة بالزيت، وقد حرص على أن يعوّض من تُأخَذُ داره لتوسعة المسجد بأضعاف ما يطلب من المال، وإن بالغ في ذلك.

فيُروى أن امرأة كانت تسكن في بيت فيه نخلة بجوار المسجد دخل في نطاق التوسعة الجديدة، قد أبت صاحبته أن تبيعه، إلاَّ إذا جُعل لها منزل آخر فيه نخلة كالذي تملكه، فأمر المنصور بشراء بيت لها فيه نخلة كما أرادت، حتى ولو أتى ذلك على بيت المال، ثم أضاف بيتها إلى حدود المسجد.

 وفي عام 387 هـ، بدأ في تجديد قنطرة قرطبة، وانتهى منها في عام 389 هـ، وأنفق عليها 140,000 دينار، كما أضاف قنطرة أخرى على نهر شنيل، كما اتسعت قرطبة في عهده حيث قدَّر إحصاء دواوين دولته عدد دُور قرطبة وأرباضها في عهده 213,077 دار للعامة، و 60,300 دار للأكـابر والـوزراء والكـتاّب والقـادة والـحاشية، إضـافة إلـى 80,455 حانـوت. 


وفاته
تـوفي الحـاجب المـنصور فـي 27 رمضـان 392 هـ فـي مـدينـة سـالـم، وهـو عـائـد مــن إحـدى غـزواته عـلى برغش.

bottom of page