top of page

المنصور قلاوون

تعريف به
المنصور سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي أحد أشهر سلاطين المماليك البحرية، فكان من كبار الأمراء أصحاب النفوذ في دولة بيبرس، وبويع له بالسلطنة في الحادي عشر من رجب سنة 678هـ، خلفاً للملك الصغير العادل بدر الدين سُلامش. 

إنجازاته
صلح السلطان مع سنقر الأشقر

بدأ السلطان قلاوون ولايته بمحاربة الخارجين عليه كالأمير سنقر الأشقر، حيث بعث إليه وهو بالشام جيشاً بقيادة الأمير سنجر، وظلا في قتال حتى توالت الأنباء بقرب عودة التتار ، فكتب السلطان المنصور إلى سنقر (إن التتار قد أقبلوا، والمصلحة أن نتفق عليهم، لئلا يهلك المسلمون بيننا وبينهم، وإذا ملكوا البلاد لم يدعوا منا أحدا)، فكتب إليه سنقر بالسمع والطاعة.

وصول التتار وواقعة حمص
في السابع والعشرين من جمادى الآخرة 680هـ، وصل الخبر بقدوم منكوتمر بن هولاكو بجيشه إلى عنتاب، فخرج إليه السلطان وعسكر في حمص، واستقدم سنقر الأشقر وقواته، ودخل التتار حماة فخربوا فيها، ثم وصلوا إلى حمص حيث التقى الجمعان.

واضطربت ميمنة المسلمين في البداية، ثم الميسرة، وثبت السلطان ومن معه ثباتاً عظيماً، ماحمل الأمراء والقادة على الانقضاض على التتار وكسروهم كسرةً عظيمة، وجرحوا ملكهم، وقتلوا منهم الكثير، وكانت معركة تفوق الوصف، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين انتصاراً مظفراً، ودخل السلطان المنصور دمشق في أبهة النصر في 22 من شعبان وبين يديه الأسرى حاملين رؤوس قتلاهم على الرماح.



استكمال رحلة الجهاد ضد الصليبيين
عزم السلطان المنصور على استكمال رحلة الجهاد ضد الصليبيين التي بدأها أسلافه، ففي سنة 684هـ فتح حصن المرقب وبانياس وفي سنة 688هـ فتح طرابلس (لبنان) بعد حصارها واستعمال المنجنيق وغنم جيشه غنائم عظيمة. 

وعزم السلطان على المسير إلى عكا، إلا أن الأجل لم يمهله، فكان شرف فتحها لولده الذي خلفه السلطان البطل الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون.

وقد فتح قـلاوون طـرابلس سـنة 1289م.

وفاته
توفي السلطان قلاوون بقلعة الجبل بالقاهرة في السابع والعشرين من ذي القعدة سنة 689هـ، وفيها غـُسّل وكُفِّن، ثم حُمل إلى تربته الملحقة بمدرسة العظيمة بين القصرين (شارع المعز) فدُفن فيها، ولا تزال المدرسة شامخة شاهدة على عظمة هذا السلطان وازدهار عهده.

وخلف السلطان المنصور ولده السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون، الذي استكمل رحلة الجهاد وفتح فتوحاً عظيمة، ومن بعده أخوه الناصر محمد بن قلاوون، وظل الحكم في ولد قلاوون نحو قرن من الزمان.

bottom of page