top of page

العز بن عبد السلام

نسبه
أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمد بن مهذب السلمي المغربي الأصل الدمشقي ثم المصري الشافعي، المُلقَّب بسلطان العلماء، وقد اشتهر بالعز بن عبد السلام. 

حياته
وُلـد بـدمشـق سنـة 577هـ وقيـل: سنـة 578 هـ، وتـوفـي بـالقـاهـرة سنـة 660هـ. 

بعـد أن تـعلَّم العـز ونـضج، بـدأ يُـزاول حيـاته العملـية فـي التـدريس والإفتاء والقضـاء والخـطابة آمـرًا بالمعـروف ونـاهيـًا عـن المنـكر، فـكـان لا يـخشـى فـي الله لـومـة لائـم، وقـد اشتُـهر بمواقفه العظيمة في إقامة الحـق وتغيـير المُنـكر، فـكانت له مـواقـف مـع حُكـَّام عصـره، فقـد أنـكر علـى حـاكـم دمشـق الصـالح إسماعيـل بـن الكـامل تحـالفـه مـع الصليـبيـين ضد أخيه نجم الدين أيوب حاكم مصر، وتسليمه لهم بعض حصون المسلمين ليُسـاعـدوه فـي محاربة أخيه الذي كان يريد أن ينتزع دمشق منه، فأنكر الشيخ عليه وعرض به في الخطبة ولم يدع له كالعادة. فلما علم الصالح إسماعيل بذلك أمر بعزله عن الخطابة واعتقاله، ثم أفرج عنه بعد محاورات ومراجعات، فاتجه العز بعد ذلك إلى مصر، فـوصلهـا سنـة 639 هـ، فـرحَّب بـه حاكـمها نجـم الديـن أيـوب، فـولاَّه الخطـابة والقضاء، فبـدأ العـز نشاطه فـي مصـر بـإقامـة السُّنـة ومحاربـة البـدعة، والأمـر بالمعـروف والنـهي عـن المنكر ونشـر العـلم، وكـانت له مـواقـف عظيمـة مشهـورة منـها بيـعه لأمـراء الممـاليـك الذين كان يستعملهم الملك نجم الدين في خدمته وجيشه وتصريف أمور الدولة، فأبطل العز تصرفهم بالبيع والشراء؛ لأن المملوك لا ينفذ تصرفه شرعًا. 

وقد ضايقهم ذلك وعطـّل مصـالحهـم فـراجعـوه، فقال: لا بـد من إصلاح أمـركم بـأن يعقـد لكـم مجـلس فتبـاعوا فيـه، ويـرد ثمـنكم إلى بـيت مال المسلـمين، ثـم يـحصـل عتقكـم بـطريق شـرعي فينفذ تصـرفكم، فلمـا سمعوا هذا الحكم ازدادوا غيظًا وقالوا: كيف يبيعنا هذا الشيخ ونحن ملوك الأرض، ورفعوا الأمر للملك فغضب، وقال: هذا ليس من اختصاص الشيخ، وليس له شأن به فلما علم العز بذلك عزل نفسه عن القضاء، وقرر الرحيل من مصر إلى الشام، فتبعه العلماء والصلحاء والتجار والنساء والصبيان، وجـاء مـن همـس فـي أذن الملـك قـائلا (مـتى راح الشيـخ ذهب ملكك)، فخرج الملك مُسـرعًا ولحـق بالعـز وأدركـه فـي الطـريـق وتـرضاه، وطلـب منـه أن يعـود ويُنـفذ حكـم الله. فـرجـع العـز ونفـذَّ شـرع الله بـأن بـاع أُمـراء المـماليك ورد ثـمنهم إلـى بيـت مـال المـسلميـن. فهذا الموقف العظيم قد خُلِّد ذكـره وأقـام مـنار الحـق، وأخـضـع المـلك والأمـراء المـتكبرين عـلى الشعـب لحـكم الله، وحقـق المسـاواة بـين الحاكم والمحكـوم أمـام شرع الله. وقـد اعتزل العز القضاء سنة 640هـ. 

ثم تفرَّغ للإفتاء والتدريس والتأليف، وقد تخرج عليه طلاب كثيرون، منهم شيخ الإسلام ابن دقيق العيد مجدد القرن الثامن، فقد تأثر به في عمله وسلوكه، وهو الذي لقبه (بسلطان العلماء)، ومنهم جلال الدين الدشناوي، وكان زاهدًا ورعًا وقد انتهت إليه رئاسة المذهب الشافعي بقوص إحدى مدن صعيد مصر، ومنهم أبو شامة المقدسي المؤرِّخ الكبير الجامع بين فنون العلم، فقد لازم العز كثيرًا وسافر معه وسجل كثيرًا من أخباره. 

علمه
نبغ العز في علوم متعددة، فترك فيها مؤلفات كثيرة، غالبها رسائل صغيرة وهو من الذي قيل فيهم: علمهم أكثر من تصانيفهم. 

كـمـا ألَّف في متشابه القرآن كـتابه (فوائد في مشكل القرآن) أجاب فيه على إشكـالات قد تـرد عـلى بعـض الآيات، وجـل هذه الإشكـالات لغـوية أو نحـوية أو بلاغية.

وفاته
توفي سنة 660 هـ.

bottom of page