top of page

العربي التباني

تعريف به 
محمد العربي بن التباني بن الحسين بن عبدالرحمن بن يحيى السطيفي الجزائري المكي المدرس بالحرم الشريف.

كنيته أبو حامد بن مرزوق، وهو مؤرخ وأديب وفقيه جزائري، درّس في الحرم الشريف، لُقِّب بالتباني نسبةً إلى مسقط رأسه منطقة أولاد تبان.

ولادته
ولد الشيخ العربي التباني بقرية راس الواد من أعمال سطيف بالجزائر سنة 1315هـ، وهي القرية التي وُلِدَ بها الشيخ البشير الإبراهيمي.

علمه
تلقى تعليمه الأوّلي في قريته حيث حفظ القرآن الكريم وعمره اثنا عشر عاماً، وحفظ معه بعض المتون الصغار مثل الأجرومية والعشماوية والجزرية، وقد تلقى هذه العلوم وهو في كفالة والده.

ثم شرع في التوسُّع وبدأ في تلقي بعض المبادئ في العقائد والنحو والفقه، على يد عدة مشايخ وعلماء أفاضل من أجلهم، الشيخ عبدالله بن القاضي اليعلاوي رحمه الله تعالى.

وبعد ذلك رحل إلى تونس، ومكث بها أشهراً درس أثناءها على أيدي بعض مشايخ جامع الزيتونة المشهورين في الفقه والنحو والصرف والتجويد أداءً وقراءةً مع حفظ بعض المتون الأخرى التي لم يحفظها.

وبعد هذه الرحلة أكرمه الله تعالى برحلة أخرى إلى المدينة المنورة، حيث لازم فيها كبار العلماء خاصة المالكية، ومنهم العلامة أحمد بن محمد خيرات الشنقيطي التندغي، وقرأ على يديه الدردير على مختصر خليل، وأيضاً الرسالة البيانية وسيرة ابن هشام والمعلقات السبع وديوان النابغة وسنن أبي داود.

ولازم أيضاً بالمدينة المنورة العالم المشهور العلامة حمدان بن أحمد الونيسي المتوفى عام 1338هـ، وهو شيخ العلامة عبد الحميد بن باديس في قسنطينة، وقد التقى به الشيخ عبد الحميد عند ذهابه إلى الحج.

وقرأ على الشيخ حمدان تفسير الجلالين، وألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل.

ومن مشايخه أيضاً ببلد المصطفى  الشيخ عبد العزيز التونسي المتوفى عام 1336هـ، حيث قرأ عليه كماً كبيراً من موطأ مالك مع الشرح للزرقاني، وقطعة من     مختصر خليل.

وممن لازمه الشيخ العربي التباني اللغوي الشهير، محمد محمود الشنقيطي.

ثم بعد ذلك رحل إلى دمشق الشام، حيث مكث فيها شهوراً، وكان يزور مكتبة الملك الظاهر المعروفة بالظاهرية، وأحياناً كان يتردد على دار الحديث الأشرفية، ثم خرج من دمشق، وقصد أم القرى مكة المكرمة بعد أن تكبَّد مخاطر الطريق ومشاقَّ السفر، حيث وصل مكة المكرمة في شهر رجب عام 1336هـ.

وبدأ بالدراسة والحضور في حلقات العلم بالمسجد الحرام، حيث أخذ عن الشيخ عبدالرحمن الدهام المتوفى عام 1337هـ دروساً في فنون شتى، فقرأ عليه شرح زكريا الأنصاري، وأخذ عن الشيخ مشتاق أحمد الهندي ولبراعته وحذاقته في الفهم، ختم مع القراءة والمطالعة كثيراً من الكتب الكبيرة والصغيرة والرسائل وجميعها في الطبقات والتراجم والسِيَر والتاريخ.

وفي عام 1338هـ، عُيِّن مدرِّساً بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، ونظراً لتفوقه ونبوغه فاشتغل بالتدريس تحت أروقة الحرم المكي الشريف بباب الزيادة، ثم بحصوة باب العمرة (بين بابي الباسطية والزيادة)، بين المغرب والعشاء، فقام بتدريس الحديث والتفسير والأصول والبلاغة والتاريخ الإسلامي، وختم الطلاب عنده كثيراً من الكتب منها الصحيحان وموطأ مالك والجامع الصغير للسيوطي وتفسير البيضاوي والنسفي وابن كثير وجمع الجوامع وسيرة ابن هشام وعقود الجمان والإتقان في علوم القرآن، وتخرَّج من تحت يديه تلاميذ كثيرون أصبحوا بعده قناديل تُضيء ساحات الحرم، ومنهم العلَّامة علوي بن عباس المالكي والعلامة الفاضل الشيخ محمد نور سيف بن هلال، والعالم الصالح محمد أمين كتبي، ومن تلاميذه أيضاً الدكتور محمد علوي مالكي.

ولقد كان من عادة الشيخ العربي التباني أن يدرس في الحرم خمس ليال في الأسبوع إلى جانب الدروس التي كان يُلقيها بمدرسة الفلاح، وبعد ذلك اختصر دروسه على ليلتي الجمعة والسبت في الحرم المكي، حيث كان يدُرس الجامع الصغير للحافظ السيوطي والسيرة مع الاستمرار في التدريس في منزله لكبار الطلبة يومياً من الضحى إلى الظهر، ثم في المساء يُدرِّس في شتى الفنون.

مؤلفاته
الكتب المطبوعة.

براءة الأشعريين من عقائد المخالفين.
إتحاف ذوي النجابة بما في القرآن الكريم والسُّنة النبوية من فضائل الصحابة.
تحذير العبقري من محاضرات الخضري.
اعتقاد أهل الإيمان بنزول المسيح بن مريم عليه وعلى نبينا السلام آخر الزمان.
خلاصة الكلام فيما هو المراد بالمسجد الحرام.
إسعاف المسلمين والمسلمات بجواز القراءة ووصول ثوابها إلى الأموات.
تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري.
محادثة أهل الأدب بأخبار وأنساب جاهلية العرب.

الكتب المخطوطة
حلبة الميدان ونزهة الفتيان في تراجم الفتاك والجشعان.
براءة الأبرار ونصيحة الأخبار من خطل الأغمار.
مختصر تاريخ دولة بني عثمان.

وفاته
تـوفـي فـي مكـة المكـرمة، وتم دفـنـه هنـاك وتمـت الصـلاة علـيه فـي المسـجد الحرام، وكان ذلك عام 1390 هـ- 1970م.

bottom of page