top of page

السلطان بركة خان

تعريف به
السلـطان بـركة خـان بـن جوجـي بـن جنكـيز خـان، أحد سلاطين دولة المماليك البحرية.


ويعد بركة خان أحد سبعة أبناء لجوجي، وهم: باتو، أوردا، شوبان، بركة، جمتاي، بركجار، توقاتيمر، وكان الإبن الأكبر باتو قد ورث منصب أبيه، وأصبح زعيمًا للقبـيلة الذهـبية، والتي تُعد أولى قبـائل التتار إسلامًا، وأكثرها تعاطفًا وتأدبًا مع المسلمين.

نشأ بركة خان كنشأة أي تتري، حيث كان على دين أهله مجوسيًّا، وفي سنة 652هـ أسلم وحَسُنَ إسلامه، وأقام منار الدين، وأظهر شعائر المسلمين، وأكرم الفقهاء والعلماء، وأبرَّهم، ووصلهم، واتخذ المساجد والمدارس بنواحي مملكته، وأخذ بالإسلام جُلَّ عشيرته، ونفذ أمرُه، وامتدَّت أيامُه، وأسلمت زوجته حجك خاتون. 

جهاده
أسلم بركة خان في وقت عصيب بالنسبة للأمة الإسلامية؛ فبَنِي جنسه يقاتلون بني دينه؛ لذا كان عليه واجب كبير في العمل على إنقاذ المسلمين من المذابح التي يُجريها التتار، خاصةً أنه ملك بلاد القبجاق، لكن كانت تواجهه عدة أمور؛ من أهمها أنه يقع تحت سيطرة الخان الأعظم وهو المحارب للمسلمين.

والأمر الثاني أن من معه من الجنود قريبي عهد بالوثنية، وما زالت صورة جنكيز خان أمامهم، ولن يستطيع السيطرة عليهم إذا تم إعلان قتال هولاكو، فكان عليه أن يتخذ خطة تجعل له مخرجًا في محاولة تعطيل هولاكو من التقدم نحو الخلافة الإسلامية، فبعث جنده يتحرش بهولاكو حتى يبدأ بالقتال ولا يقع تحت غضب الخان الأعظم، وكان وقت تنفيذ خطته مُناسبًا لما بدأ الخلاف يدب بين بركة خان وبين هولاكو؛ وسببه أن بركة أرسل إليه يطلب منه نصيبًا مما فتحه من البلاد، وأخذه من الأموال والأسرار على ما جرت به عادة ملوكهم، فقتل رسله؛ فاشتد غضب بركة، وكاتب الظاهر ليتفقا على هولاكو، وقد بعث إليه برسالة يقول له فيها: (قد علمت محبتي للإسلام، وعلمت ما فعل هولاكو بالمسلمين، فاركب أنت من ناحية حتى آتيه وأنا من ناحية حتى نصطلمه، أو نخرجه من البلاد وأعطيك جميع ما كان بيده من البلاد).

بعد أن دبَّ الخلاف بين الملكين قامت بينهما حرب ضروس، واختلفت أهداف كل منهما؛ فهدف بركة خان هو العمل على وقف العمليات العسكرية للتتار في الأراضي الإسلامية، وكان هدف هولاكو هو الاستيلاء على مملكة بركة، وزاد ذلك من عزيمته بعد إسلام بركة خان.
 
وفاته
في سـنـة 665هــ.

bottom of page