top of page

ابن عطية الأندلسي

تعريف به

عبد الحق بن غالب بن عبدالرحمن بن تمام بن عطية المحربي الأندلسي، وكنيته أبو محمد، ولد عام 481 هـ، في غرناطة في الأندلس، وينتمي ابن عطية لعائلة مهاجرة من المغـرب، وقـد نشـأ فـي بيئـةٍ عـلميـةٍ بـالأنـدلـس لأسـرة لهـا مكـانتهـا وقـدرَها فـي العـلم، فـهيَّئت لـه الأسبـاب لطلب العلم، وقد بدء مسيرته العلمية بتعلم اللغة العربية، والفقه وأصول الدين، على يد والده العالم القاضي غالب بن عبد الرحـمن، ثـم تـتلمذ عـلى يد عددٍ مـن مشاهيـر عـلماء غرناطة، مثل أبو محمد بن غالب القيرواني، وأبو علي الغساني، ثم ارتحل بعدها إلى قرطبة وإشبيلية؛ طلبًا للعلم.

حياته
بعد أن تعلَّم على يد والده، وكبار علماء الأندلس، القرآن والفقه واللغة العربية، ارتحل طالبًا للعلم إلى قرطبة وإشبيلية، وكان حريصًا على الإلتقاء بالشيوخ ومجالستهم، في كل مدن الأندلس، ولم تخلو حياته من الجهاد، فقد كان من المجاهدين في الأندلس، وقد نهض إلى غزوة طلبيزة عام 503 هـ.

مؤلفاته
اختار ابن عطية التفرغ لتفسير القرآن الكريم، فقد كان على اطلاعٍ واسعٍ بعلوم اللغة والشريعة والفقه، وتفسير القرآن، وكان اعتماده في كتاب تفسيره، على أمهات كتب التفسير الأخرى، ومن مؤلفاته (فهرس ابن عطية)، والذي أخذ شهرةً واسعة، خاصةً في المغرب العربي، وقد كان له نهجًا خاصًا في تفسيره، وأهم معالم نهجه:

كان يميل إلى تفسير القرآن بالقرآن، لهذا عدَّ تفسيره من كتب التفسير بالمأثور، لم يكن ابن عطية ناقلًا للأقوال فحسب، بل كان ناقدًا ومناقشًا لما ينقله، ولم يكن يقبل من الأقوال إلا ما كان مثبتًا، بالقرآن والسنة.كان نهـجه في التفسير، الإعتماد على المأثور من أحاديث الرسول  وأقوال الصحابة، ويختار منها ما الأصح والأوثق للشرع.

اتجه في تفسيره إلى النحو واللغة، فقد اهتم بمعاني الكلمات وإعرابها، وشرح مدلولات الكلمات، كما أنه قلل من الأسرار البلاغية في تفسيره، فلم يهتم لها كثيرًا في تفسيره.

وقد بقي هذا التفسير حبيسًا للخزائن، لفتراتٍ طويلة، وبعدها بسنوات تمت طباعته وانتشر بين الناس، وقد تأثر العديد من المفسرين المغاربة بتفسيره، وظهر ذلك من خلال أربعة من كتب التفسير، وهم كتاب الجامع المحيط، وكتاب الجامع لأحكام القرآن، والتسهيل لعلوم الحديث، وكتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن.
 
وفاته
اختلف المؤرخون في سنة وفاته، فقد ورد في مقدمة البحر المحيط، لمحمد بن يوسف أبي حيان الغرناطي، أنه توفي في ٢٥ رمضان لعام ٥٤١ هـ، أما ابن بشكوال والسيوطي ومحمد مخلوف، فقد قالو أنه توفي عام 542 هـ.

bottom of page