top of page

ابن عبد البر

تعريف به

أبـو عمر يوسف بن عبد الله بـن محمـد بـن عـبد البر بن عـاصم النَـمَرِيّ الأندلسي القرطبي المالكي، والملقَّب بـابن عبـد البـر، حيـث وُلِـد فـي شـهر ربيــع الآخــر فــي عـام 368هـ فـي قرطـبـة، حيـثُ تعـلـم الحـديـث، واللغــة، والفـقـه، والتـاريـخ فيـها، ثـمّ غـادر إلـى بطـليـوس أيـام سقـوط الـدولة الأمـوية في الأنـدلـس، وعـاش فيـها، وعُـرِف بـأنّه إمـام وفـقيـه، ومُـؤرِّخ وقـاضٍ، مُتَّـبـع لمـذهـب أهـل السـنة والجـماعة، علـماً أنّـه كـان ظـاهـرياً فـي البـدايـة، إلا أنّـه تحـوَّل إلى المالـكيـة، إلا أنّـه يمـيل إلى فِـقه الشافعي فـي بعـض المسـائل، ومـن أشـهر أصحابـه الإمـام علي بـن حـزم الأنـدلسـي، الذي يعـرف بكونـه إمامـاً متقنـاً ومتبحّـراً. 

علمه 
تولى ابن عبد البر قضاء أشبونة وشنترين فـي فـترة حـكم المظـفر بـن الأفـطس فـي بطـليوس، ثـم انتـقـل إلى شـرق الأنـدلس، وأقــام فـي بلنـسيـة ودانـيـة، لطـلـب العلـم، فأدرك الـكـبار، وعـلا سـنـده، وجـمـَّع، ووثَّـق، وصـنَّف، وسمع لعـلمه الكـثير مـن العـلماء، وفـاته السـماع مـن أبـيه محمد، الـذي عـرف بـكونه فقيهاً مـتهجداً وعـابداً، كـما أنّـه تـوفي في عـام 380هـ، عـن عـمر ينـاهز خـمسين عـاماً. 

مؤلفاته
ألَّـف ابـن عـبد الـبر العـديد مـن الكُـتب، مـن بيـنها: (كتـاب التمـهيد لما فـي المـوطأ مـن المعاني والأسانيد)، وهـو سبـعون جـزءاً رتَّبه عـلى حـروف المعجم، وعلى أسماء شـيوخ مـالك، ثـم ألَّـف (كـتاب الإستذكار لمذاهـب علـماء الأمصار)، فيـما تضمَّنه المُوطّـأ مـن معـاني الـرأي والآثـار، حيـث شَرَح فيه المـوطأ على وجـهه ونـسَّق أبـوابه، ثم ألَّـف (كـتاب الإنـتقاء في فضـائل الثـلاثة الفـقهاء)، حـيث تَرجـم بـه مالـكاً، والشـافعي، وأبـا حنيـفة، و(كتاب الكافي في الفِقه)، والذي جَمع فيه أسماء الصـحابة في مُجـلدين سمـّاه الإستيعاب، كما أنّه صنـّف العـديد مـن الكـتب فـي علـوم القرآن، والفـِقه وأصـوله، والحـديث وعُلومه، والقِـراءات، والتاريخ، والتـراجم، والأنساب، والسِيَر، وعِـلم الأثـر، ومـن بينها: الأجـوبة الموعـبة فـي الأسـئلة المُسـتغربة، وأخبار أئمة الأمصار، والإستيعاب في مـعرفة الأصـحاب، والبـستان في الأخدان، وبهـجة المَـجالس وأنس المُجالس وشحذ الـذاهن والهـاجس، وجـامع بيان العلم وفضله، وجمهرة الأنساب، ورسالة فـي أدب المجالسة وحـمد اللسان، والـقصد والأمم فـي التـعريف بأصول أنساب العـرب والعجم، والكـافي فـي فقه أهل المدينة. 

وفاته
تـوفي ليـلة الجـمعة فـي ربيـع الآخـر في عـام 463هـ، عن عمر ينـاهز خمـسة وتـسعين عـاماً، وصـلى عليه أبـو الحسـن طـاهر بـن مفوز المعافري.

bottom of page