top of page

ابن العديم

نسبه
كمـال الدين أبو القاسم عمـر بن أحمد بن هيبة الله بن أبـي جرادة العقيلي، ينتمي ابن العديم إلى أسرة بني جرادة، التي هاجر رئيسها مع سائر أفراد قبيلة عقيل في القرن التاسع الميلادي الموافق القرن الثالث الهجري، بعـد وقـوع الـوبـاء فـي البـصـرة العـراقيـة، فنـزلـوا بـحلب السـوريـة، ومارس جدُّه التجارة بها.

نشأته
وُلد ابن العديم سنة 588هـ -1192م، وكان أبوه القاضي الحنفيّ بها، وبعد أن درس في حلب وبيت المقدس الشريف ودمشق والحجاز والعراق، تولى التدريس بحلب سنة 516هـ - 1219م، ثم وَلِيَ وظيفة القضاء بها، ودخل في خدمة أميرَيْن أيوبيين فيها وهما العزيز والناصر، وتولى لهما السفارة في بغداد والقاهرة، ثم هرب إلى القاهرة بعد استيلاء التتار على حلب السورية سنة 658هـ -1260م، ومات بها 660هـ -1262م.

مؤلفاته
وأهم مؤلفاته التاريخية كتابه المعروف باسم (بغية الطلب في تاريخ حلب)، الذي يتضمن أخبار ملوكها وابتـداء عمارتها، ومَن كان بها من العلماء، ومن دخلها من أهل الحديث والرواية والدراية والملوك والأمراء والكُتّاب، رتّبه على حروف المعجم، وهو يقع في أربعين جزءًا كاملة، أو عشرة مجلدات.

ومن هذا الكتاب الضخم ألّف ابن العديم موجزًا جرى فيه على حسب السنوات، وهذا الكتاب هو المعروف باسم (زبدة الحلب من تاريخ حلب)، مضى به إلى سنة 641هـ - 1243م، ومات ابن العديم قبل أن يُنجز هذا المُؤلَّف.

صوَّر ابن العديم أهمية مدينة حلب السورية منذ عصورها الإسلامية الأولى، تتنازعها الدول المختلفة، والتزم الإنصاف فيما أورده من حقائق عن المسلمين بفضائلهم وعيوبهم، وعن الروم والإفرنج في كل ما قاموا به من أعمال، وأشار بعض المؤرخين إلى ما كان من مطابقة بين نصوصه ورواياته، وبين ما أورده المنصفون من المؤرخين المسلمين، بل أخذ عن بعض المؤرخين المسيحيين، أمثال يحيى بن سعيد الأنطاكي والينجي، وعمد مؤرخنا إلى الأوراق القديمة والسجـلات العتـيقة والنقود الأثرية والأبواب والقناطر والأسوار والجدران، فقرأ نقوشها وكتاباتها ونقلها في أمانة.


وتناول الجزء الأول الأحداث من السنة الأولى للهجرة حتى سنة 457هـ، أما الجزء الثاني فاستهله بسنة 457هـ وانتهى فيه إلى سنة 569هـ.

وفاته
توفي سنة 660 هـ.

bottom of page