top of page

أم عمارة بنت سفيان

تعريف بها
أم عمارة بنت سفيان هي زوجة عاصم بن عمر بن الخطاب، ومن أبنائها أم عاصم زوجة عبد العزيز بن مروان، وأم الخليفة عمر بن عبد العزيز، ومن أبنائها كذلك حفصة بنت عاصم.

قصتها
في الفترة التي كان بائعو اللبن يقومون بخلط اللبن بالماء، اشتكى المسلمون من ذلك، فأمر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه– وقد كان خليفة المسلمين وأمير المؤمنين – بأن ينادي أحد رجاله في بائعي اللبن ويحذرهم من الغش، فذهب المنادي إلى السوق ودخل ونادى بين البائعين، أن لا تَشُوبوا اللبن بالماء، فتغُشّوا المسلمين، وأخبرهم أن من يخالف أمر أمير المؤمنين بذلك؛ فسوف يعاقبه عقابًا شديدًا. 

وفي منتصف إحدى الليالي التي خرج فيها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مع خادمه أسلم ليتفقد أحوال الرعية، وقف الخليفة بجانب جدار ليستريح من تجوله، فسمع امرأة تقول لإبنتها: قومي إلى ذلك اللبن واخلطيه بالماء، فأجابتها ابنتها أنها لن تخالف ما أمر به أمير المؤمنين اليوم، حيث حذَّر من أن يخلط أحد باعة اللبن الماء مع اللبن حتى لا يُشَأبُ اللبن بالماء، لكن والدتها أمرتها مرة ثانية بأن تخلط اللبن بالماء، وأخبرتها أن عمر بن الخطاب لا يراها الآن، ولن يراها أحد رجاله،فقالت الفتاة لأمها: واللَّه ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء، إن كان عمر لا يرانا، فربُّ أمير المؤمنين يرانا، فلما سمع عمر بن الخطاب حوارهما، أعجب بتقوى وورع الفتاة وبخشيتها من الله رب العالمين. وطلب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من أسلم، أن يتتبع للموضوع، ثم مضى، فلما أصبح قال: (يا أسلم، امضِ إلى الموضع فانظر من القائلة؟ ومن المقول لها؟ وهل لهما من بعل). 

فذهب أسلم إلى البيت الذي سمعا فيه الحوار، فوجد امرأة عجوزًا، وابنتها أم عمارة، وعلم أسلم أنْ ليس لهما رجل، وعاد ليخبر عمر -رضي الله عنه-، ولما علم -رضي الله عنه- بذلك استدعى أبنائه، فقال: هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوّجه، ولو كان بأبيكم حَركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية، فقال عبد الله بن عمر: لي زوجة، وقال أخوه عبد الرحمن، لي زوجة، وقال عاصم: يا أبتاه لا زوجة لي فزوِّجني، ثم بعث عمر -رضي الله عنه- إلى الجارية وزوّجها من عاصم، فولدت لعاصم بنتًا، ولدت هذه البنت ابنة صارت أمَّا لعمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد.

bottom of page