top of page

أحمد بن محمد عرفان

تعريف به
ولـد السيـد أحمـد بـن محمد عرفاـن فـي صـفر 1201 هــ - 1786م، في قـرية مـن قـرى الهنـد، وتُعـرف الآن باسـم تكية.

حياته
نشـأ أحمـد بـن عرفـان لأبـوين مسلمين، والتحق وهو في الرابعة من عمره بالكتُّاب، كما كان مُحبًا للفروسية منذ صباه، ولما كبر كان والده قد توفي فاضطر إلى السفر للبحث عن عمل، وفي رحلته التقى بالعالم عبد العزيز الدهلوي فتتلمذ على يديه، وتعلّق قلبه بِحُب الجهاد، فالتحق بمعسكر الأمير المجاهد نواب ميرخان حاكم ولاية تونك، وخاض معه حروبًا دامية ضد الإنجليز.

ثم وقعت بين الإنجليز والأمير نواب مُصالحة بالرغم من تحذير السيد أحمد بن عرفان له، وفي النهاية تم احتلال ولاية تونك من قِبَل الإنجليز.

عاد أحمد عرفان بعد احتلال ولاية تونك إلى موطنه مُتجولاً في مدن كثيرة ومتـفقدًا أوضـاع المسـلمين وقـد تـرك تأثـيرًا عمـيقًا فـي كـل مديـنة أقـام فيـها، وكـان السـيد أحمد ينتـهز هـذه الفرص لتوجيه الناس إلى الدين.

وكـانت قـصة اضـطهاد مسـلمي- البنـجاب- مـن طـرف طائـفة السّيـخ المتـعاونة مـع الإنجلـيز، لـها أثرهـا البـالغ لأحـمد الشـهيد، وحـثه عـلى الإعـداد للـجهاد، وإثـارة همـم النـاس لنصرة إخوانهم.

فاستجاب لدعوة الشيخ أحمد كثير من الناس والأمراء وجاءه كبار العلماء، وفي جمادي الآخرة 1242هـ - 1827م، اجتمع العلماء والأمراء وبايعوا أحمد بن عرفان واختاروه أميرًا لهم، فاستطاع أن يُقيم الإسلام في المناطق التي سيطر عليها؛ حيث عيَّن في كل قرية قاضيًا ومفتيًا، وجُباة للزكاة.

وأزال كثيرًا من المنكرات، وأرسل الأمير السرايا والجيوش، وانتصر على طائفة السيخ في معركة (أكورة) بالقرب من مدينة بيشاور، وبثّ الدُّعاة للوعظ والدعوة للجهاد.

حاول الإنجليز وقف أحمد بن عرفان، فاستغلوا الحكُّام التابعين لهم؛ وذلك لإيقاف هذه الحركة عن طريق الإغراءات بالمال أو الولايات؛ فدبَّروا مؤامرة لقتل القُضاة والعلماء الذين كلّفهم الشيخ أحمد بن عرفان، كما استطاع الإنجليز التلاعب بعقول بعض المشايخ الذين أفتوا بعدم التعاون مع أحمد بن عرفان.

من أهم المعارك التي خاضها أحمد بن عرفان المعركة التي كانت بينه وبين طائفة السيخ بالقرب من قرية بلاكـوت بـمدينة بيشاور، وكان الشـيخ عـلى أتم اسـتـعداد لمـواجـهـة الـسـيـخ فنـظَّم جيـشه، ووزع الفرق العسكرية، واستعد للمعركة.

وفاته
وفـي صبـاح 24 ذي القـعدة 1246هـ - 1831م، صـلى أحـمد بن عـرفان بالنـاس، ثـم نـزل إلـى ميـدان معـركة ومعه إخوانه المجاهدون يحيطون به، وكانت المعركة في بادئ الأمر لصالح المسلمين، إلا أن الخيانة كانت لها دور كبير في هزيمة المسلمين واستشهاد أحمد عرفان.

 كـانت هـذه المعـركة هـي النهـاية ليـست نهـاية الجهاد، وإنمـا كـانت نهـاية المجـاهد العظـيم أحـمد عـرفان الذي قـاوم الإنجـليز وأحـيا الإسـلام فـي بـلاد الـهند.

bottom of page