top of page

أحمدُ المعتمدُ على الله

نسبه
أحمد المعتمد على الله، أبو العبّاس أمير المؤمنين ابن المتوكّل على الله جعفر بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد الهاشميّ العّباسيّ، الذي أعاد الوعي إلى الخلافة العباسية، ولد سنة تسعٍ وعشرين ومائتين بسرَّ من رأى، وأمّه روميّة اسمها فتيان.

خلافته
لما قتل المهتدي كان المعتمد محبوساً بالجوسق فأخرجوه وبايعوه، ثم أنه استعمل أخاه الموفق طلحة على المشرق وصير ابنه جعفراً ولي عهده وولاه مصر و المغرب، ولقبه المفوض إلى الله وانهمك المعتمد في اللهو واللذات واشتغل عن الرعية فكرهه الناس وأحبوا أخاه طلحة، وفي أيامه دخلت الزنج البصرة وأعمالها وأخربوها وبذلوا السيف وأحرقوا وخربوا وسبوا وجرى بينهم وبين عسكره عدة وقعات، وأمير عسكره في أكثرها الموفق أخوه وأعقب ذلك الوباء الذي لا يكاد يتخلف عن الملاحم بالعراق فمات خلق لا يحصون، ثم أعقبه هدات وزلازل فمات تحت الردم ألوف من الناس، واستمر القتال مع الزنج من حين تولى المعتمد سنة 256هـ، إلى سنة 270هـ،  فقتل فيها رأس الزنج لعنه الله واسمه بهبوذ،  وكان ادعى أنه أرسل إلى الخلق فرد الرسالة وأنه مطلع على المغيبات، وذكر الصولي أنه قتل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف آدمي وقتل في يوم واحد بالبصرة ثلاثمائة ألف، وكان له منبر في مدينة يصعد عليه ويسب عثمان وعلياً ومعاوية وطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم. 


وكان يُنادي على المرأة العلوية في عسكره بدرهمين وثلاثة، ولما قتل هذا الخبيث دخل برأسه بغداد على رمح، وعملت قباب الزينة وضجَّ الناس بالدعاء للموفق ومدحه الشعراء، وكان يوماً مشهوداً وأمن الناس وتراجعوا إلى المدن التي أخذها وهي كثيرة كواسط ورامهرمز. 

وفاته
توفي المعتمد بالله عام 892م،  ليلة الاثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة 279هـ، فحمل ودفن بسامراء، فقيل إنه سم وقيل بل نام فغم في بساط، وكانت خلافته ثلاثة وعشرين سنة، وتولى من بعده الخلافة المعتضد بالله، ولقد أصاب المؤرخين في تَسمِية عصر المعتمد بالله بصحوة الخلافة العباسية.

 

bottom of page