top of page

أبو محمد البطال

تعريف به
أبو محمد البطال اسمه عبد الله. 

حياته
عُرف عن ابن بطال أنه من الأبطال المعدودين والشجعان الموصوفين، وقد نُسِجَت حوله كثير من الأساطير، لكن ما صَحَّ عنـه أن الـروم كـانـت تـخشـاه وتخـافـه من فـرط شجاعته.

وفتح الله على يديه كثير من المدن الرومية؛ ففي سنة108هــ غزا معاوية بن هشام بن عبد الملك أرض الروم، وبعث البطّال على جيش كثيف، فافتتح جنجرة وغَنِمَ منها شيئًا كثيرًا.

وفي سنة 114هــ غـزا معـاوية بن هشام الصائفة اليسرى، وعلى اليمنى سليمان بن هشام بن عبد الملك، وهما ابنا أمير المؤمنين هشام: وفيها التقى عبد الله البطال وملك الروم المسمى فيهم قسطنطين، وهو ابن هرقل الأول الذي كتب إليه النبي  فأَسَره البطال، فأرسله إلى سليمان بن هشام، فسار به إلى أبيه.
ووصفه صاحب النجوم الزاهرة، بأنه كان أحد أمراء بني أمية، وكان على طلائع مسلمة بن عبد الملك بن مروان في غزواته، وكان ينزل بأنطاكية، وشَهِدَ عدة حروب وأوطأ الروم خوفًا وذُلًّا.

 
وفاته
لقد تمنى عبد الله البطال الحج والشهادة راجيًا من الله أن ينالهما وشاءت إرادة الله أن يكتب له الحج والشهادة في عام واحد، فبعد إقفاله من الحج عاد إلى الثغور؛ ليكون في طليعة المجاهدين وليفوز بالشهادة التي طالما تمناها، وخاض من أجلها كثير من الحروب.

وسبب شهادته ذكر ابن كثير في البداية والنهاية، أن ليون ملك القسطنطينية قد خرج في ألف فارس يريد المسلمين فأرسل البطريق إلى البطال، وكان البطال متزوج بابنة البطريق يخبره بخروج ليون، فأخبر البطال أمير عساكر المسلمين بذلك، وكان الأمير مالك بن شبيب، وقال له: المصلحة تقتضي أن نتحصن في مدينة حران، فنكون بها حتى يقدم علينا سليمان بن هشام في الجيوش الإسلامية، فأبى عليه ذلك ودهمهم الجيش، فاقتتلوا قتالاً شديدًا والأبطال تحوم بين يدي البطال ولا يتجاسر أحد أن ينُوّه باسمه خوفًا عليه من الروم، فاتفق أن ناداه بعضهم وذكر اسمه غلطًا منه، فلما سمع ذلك فرسان الروم حملوا عليه حملة واحدة، فاقتلعوه من سرجه برماحهم فألقوه إلى الأرض، ورأى الناس يقتلون ويأسرون، وقتل الأمير الكبير مالك بن شبيب، وانكسر المسلمون وانطلقوا إلى تلك المدينة الخراب فتحصنوا فيها، وأصبح ليون فوقف على مكان المعركة، فإذا البطال بآخر رمق، فقال له ليون: ما هذا يا أبا يحيى؟
فقال: هكذا تُقتل الأبطال، فاستدعى ليون بالأطباء ليداووه فإذا جراحه قد وصلت إلى مقاتله، فقال له ليون: هل من حاجة يا أبا يحيى؟ قال: نعم، فأمر من معك من المسلمين أن يلوا غسلي والصلاة عليَّ ودفني، ففعل الملك ذلك، وأطلق لأجل ذلك أولئك الأسارى، وانطلق ليون إلى جيش المسلمين الذين تحصنوا فحاصرهم، فبينما هم في تلك الشدة والحصار إذ جاءتهم البرد بقدوم سليمان بن هشام في الجيوش الإسلامية، ففرَّ ليون في جيشه الخبيث هاربًا راجعًا إلى بلاده، قبَّحه الله، فدخل القسطنطينية وتحصَّن بها.

bottom of page