top of page

أبو عبد الله بن الفراء الأندلسي

تعريف به
هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن زكريا، القاضي الزاهد أبو عبد الله بن الفراء الأندلسي، قاضي المرية.

حياته
ولد أبو عبد الله بن الفراء ببلدة مرية بالأندلس، ولم تتحدث الكتب عن نشأته، إلا أن حياته تدل على أنه طلب العلم وهو صغير وحَفِظَ القرآن، ونبغ في العلم حتى صار قاضيًا، ومن المشهور أن القاضي لا بد أن يكون عالما ورعًا تقيًّا، وكل هذه الأمور لا تتحقق إلا بالنشأة الصالحة.

جهاده
لم يقتصر دور العلماء والفقهاء على الوعظ وحث الناس على الجهاد، فالكلمة إنْ لم يَتْبعها عمل لن يكون لها أي أثر، وقديمًا قالوا: عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل، من هذا المنطلق أدرك أبو عبد الله الفراء، أن دوره لا يقتصر على حث المسلمين على الجهاد، بل دوره ممتد لحمل السلاح في المعارك، فخاض المعارك حتى وافته المنية شهيدًا.

وشارك أبو عبد الله بن الفراء المسلمين بالأندلس جهادهم ضد النصارى، وأهم المعارك التي شَهِدَها معركة كتندة، والتي كانت فيها الدائرة على المسلمين وكانت بقيادة علي بن يوسف بين تاشفين؛ ففي عام 514هــ توجه ابن ردمير بجيوش النصارى حتى انتهى إلى كتندة بالقرب من مرسية في شرق الأندلس، فحاصرها حصارًا شديدًا وضيّق على أهلها، فتوجه إليه علي بن يوسف بن تاشفين بجيوش المسلمين، وكثير من المتطوعة، حتى التقى الجيشان وتقاتلوا قتالاً شديدًا، وانتهى الأمر بهزيمة المسلمين بعد أن كَثُر فيهم القتل، وكان فيمـن قُتِـل أبـو عبـد الله بـن الفـراء قـاضي المرية.

مكانته بين العلماء
أثنى عليه العلماء فقالوا: كان إمامًا زاهدًا، صالحًا، ورعًا متواضعًا، قوّالاً بالحق، مُقبلاً على الآخرة، لما شرع علـي بـن يوسف بن تاشفـين فـي جـباية المعونة كتب إليه: إن الله قلّدك أمر المسلمين ليبلوك فيما آتاك مما يزلفك لديه أو يدنيك بين يديه، وهذا المال الذي يسمى المعونة جُبِيَ من أموال اليتامى والمساكين بالقهر والغصب، وأنـت المسؤول عنه، والمجيب على النـقير والقـطمير، والكـل في صحيفتك.

وفاته
قُتِلَ أبو عبد الله بن الفراء، فيمن قُتِل بمعركة كتندة،  وكان استشهاده في ربيع الأول سنة 514هــ.

bottom of page