top of page

أبو جعفرِ المنصور

نسبه 
عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، وأبو جعفر المنصور هو ثاني الخلفاء في بني العباس وقيل أنه أقواهم، 
أكبر من أخاه بست سنين، وتولى أبو جعفر المنصور الخلافة بعد وفاة أخيه، وكان هدف أبو جعفر المنصور في فترة حكمه تقوية حكم أسرته بني العباس، والتخلص من أي خطر أو تهديد لسيطرتهم حتى ولو كان هذا الخطر حليفاً سابقاً لهم. 

ولد أبو جعفر المنصور في سنة 95 هـ - 714 م، وقد ولد في قرية صغيرة تسمى الحميمة، وتقع هذه القرية الصغيرة في عمان جنوب الأردن، وقد نشأ المنصور في تلك القرية بين كبار الرجال ووجهائهم، فصار بليغاً فصيحاً عالماً بالأخبار والسير ونحوهما، وقد كان أبوه محمد هو الذي بدأ بتنظيم دعوة العباسية وقد كان يسير بها في كل سرّية وكتمان، وقد كان يختار الأشخاص والرجال والأماكن بدقه عالية جداً حتى يتمكن من إنجاز هدفه. 

الدولة العباسية 
أبو جعفر المنصور يعد المؤسس الحقيقي لدولة العباسيين، وقد حكم أبو جعفر المنصور هذه الدولة 22 عاماً، وكانت هذه الفترة على طولها من أهم عصور الخلافة، وكان حاكماً قوياً احتكر كل سلطات الدولة احتكاراً لنفسه، فكانت في يده وحده، وقد سار أبناء المنصور من بعده على خُطى والدِهِم في الحُكم. 

وحين نجحت الدعوة العباسية أطاح بالأمويين ودولتِهم، وتولَّى أبو العباس الخلافة واستعان بأخيه أبو جعفر في إحكام قبضته على الحكم والقضاء على أعدائه، فكان عند حُسن ظن أخيه، حتى إذا مرض أوصى له بالخلافة، فأصبح خلفيةً بعد موت أخيه.

صفاته
كان جباراً يلبس الخَشن ويُرقّع الثوب ورعاً وزهداً في الدنيا، ولم يكن يأتي عنده الشعراء كباقي الخلفاء؛ لأنه لم يكن يعطيهم شيئاً من الأعطيات أو المال، وعُرِف بثباته في وقت الشدائد، ولعلّ هذه الصفة الرئيسية التي كفِلت له البقاء قوياً في حُكم الدولة العباسية، وقد عُرِف عنه أيضاً اقتصاده في الإنفاق حتى امتلأت خزائنه بالأموال، وكان عبد الله يطمع في الخلافة بعد أبي العباس، ولما بُويع المنصور لم يُوافق على ذلك، فخرج على المنصور في بلاد الشام، فأرسل له المنصور جيشاً بقيادة أبي مسلم الخراساني الذي استطاع إلحاق الهزيمة به، وهرب عبد الله، وبقي مُتخفيًا، حتى ظفر به المنصور وسجنه، فمات في السجن.

وفاته 
توفي عندما ذهب الى الحج لآداء مناسك الطاعه عام 158هـ - 775 م، وقد كان ابنه المهدي قد خرج معه في حجه ليُشيعه، فأوصاه أباه بإعطاء الجند والناس حقوقهم وأن يُسدد ديناً كان عليه، وقال لقد تركت خزانة بيت مال المسلمين عامرة فيها ما يكفي من المال لإعطاء الجند والناس حقوقهم فأعطاهم، وتوفي بعد ذلك.

bottom of page