top of page

آق سنقر البرسقي

حياته
آق سنقر الحاجب التركماني في  عام 515هـ، أصدر السلـطـان الـسجـلوقي محمـود أمـره بتولـية قائـده الشهير آق سنـقر البرسقي على المـوصل وأعمـالها، وكـان الرجـل قـد عَمِـلَ إلـى جانـب السلـطان فـي معظـم حـروبه، وكـان مُخلصًا لـه، وقـد لَعِـبَ دورًا كبـيرًا فـي المعـركة الفاصلة التي وقعت بين السلطان وأخيه مسعود، وقام بدور الوساطة بينهما بعد انتهاء المعركة.


وقد اتبع السلطان محمود التقليد المعروف لدى إعلان تولية أمير على الموصل، إذ أَمَرَهُ بجهاد الصليبيين واسترداد البلاد منهم، كما أوصى سائر الأمُراء بطاعته، فسار البرسقي إلى الموصل على رأس جيش كبير، وأقام فيها بعض الوقت، ريثما يُدبّر أمورها ويُصلح أحوالها.

امتاز الرجل -أكثر من غيره- بالنشاط الدائب والحركة السريعة، فهو تارة في الشام يُجاهد الغُزاة، وتارة أخرى في بغداد وجنوبي العراق يُقاتل الخارجين عن طاعة السلطان والخليفة العباسي، وتارة ثالثة على مشارف حلب مُستجيبًا لنداء أهلها بإنقاذهم من الأوضاع الإقتصادية والسياسية السيئة التي تردّوا فيها خلال تعرُّضهم للهجمات الصليبية، وقد استطاع البرسقي أن يكسب ودَّ الأمراء المحليين وعلى رأسهم طغتكين حاكم دمشق، كما اكتسب عطف الخليفة العباسي باشتراكه إلى جانـبه في حروبه ضد الخارجين عليه، فضلاً عن أنه اكتسـب محبة الأهالي سواء في الموصل حيث مقر ولايته، أم في المنطقة -بصورة عامة- حيث اشتهر كأحد قادة الجهاد ضد الغُزاة.

وكـان البرسـقي -كما يصـفه المؤرخـون- عـادلاً، حمـيد الأخلاق، شديد التـديُّن، مُحـبًّا للخـير وأهـله، مُكـرمًا للفـقهاء والصـالحين، وكـان شُجـاعًا فنـال احـترام وتقـدير الخلـفـاء والملـوك، وكان ليِّنًا، حَسَن المعاشرة، كثير الصلاة، عالي الهمة؛ وبذا أجمع معظم المؤرخين على أنه كان من خِيار الوُلاة.

وفاته
توفي سنة 520هــ

bottom of page